Thursday, April 18, 2013

أنا عشقت


أنا عشقتأنا عشقت by محمد المنسي قنديل
My rating: 4 of 5 stars

أنا عشقت هذه الرواية حقا وإندمجت في أحداثها وعشت بداخلها وتقربت من شخصياتها ، حرمتني النوم وجعلتني أسهر حتى السادسة صباحا لقرائتها وإستكمال احداثها

هذه هي أول رواية اقرأها للكاتب ، إسلوب محمد المنسي قنديل يصعب على أمثالي وصفه لكنه قريب الشبه من إسلوب باولو كويلهو نوعا ما ، يهتم بخبايا النفس البشرية أكثر من خبايا الديكور والموقع والتاريخ والجغرافيا

إستمتعت حقا وأرشحها للقراءة ،أكثر من 400 صفحة مروا وكأنهم أقل من 40 صفحة ومع ذلك لم استطيع ان اعطيها 5 نجوم وظلت النجمة الأخيرة محجوزة للأحداث الدرامية الغير المنطقية وكأنها رواية خيالية من أولها لآخرها

بعيدا عن ماحدث للبطلة وتجمدها على المحطة إستمرت الأحداث في إدهاشي بغرابتها ، فعلى سبيل المثال وليس الحصر لماذا يختار أكرم البدري المهندس حسن الرشيدي تحديدا ليصبح قاتل مأجور لحسابه وهو ليس لديه أي سابق خبرة في القتل؟ في حين انهم 
تعارفا في السجن وما أكثر القتلة المحترفين في هذا المكان !


وكذلك النهاية التي أخذتني من سابع سما لسابع أرض .. توقعت نهاية أقوى مما قرأت بكثير 

حمل الرواية من هنا 



View all my reviews

Tuesday, June 19, 2012

قنديل أم هاشم

قنديل أم هاشم



My rating: 5 of 5 stars


الكتاب يستحق الخمس نجوم بجدارة .. لغة عربية تعدت مرحلة الجمال وأخذت تبهرني سطر تلو الآخر وصفحة تلو الأخرى .. سعيدة بكونها أول تجربة لي في عالم يحيى حقي 


القصص عجيبة في جذب القارئ وإدماجه في عالمها حتى اذا ما انتهت تجدك غير راضي على انتهائها بهذه السرعة ، دهشتني لغته العربية السليمة واحترافه الكتابة والتعبير والتشيبهات المتتالية والممتعة في ذات الوقت .. لم انزعج ابدا من التشبيه المستمر فكل تشبيه يجعلك تشعر بعبقرية الخيال واللغة والفن والفكرة .. الكتاب صغير نسيبا لكني قضيت في قرأته شهر كامل حتى اهضمه جيدا واستوعب جماله .. هناك جُمل بعينها تستحق القراءة مرة ومرة وفي كل مرة تجد طعم جديد جميل .. كل سطر يصلح ان يكون قول مأثور 

لم أخرج من الكتاب متعلقة بالقصص مثلما تعلقت بالكاتب وبإسلوبه السهل الممتنع ولغته الحية السلسلة ، تقرأ وكأنك تلميذ تدرس لغة وأدب وفن وتتعجب من شطارة المُعلم وقدرته الفذة على الكتابة ، حتى انك بالكاد تجد لفظ متكرر في القصة الواحدة فبحر اللغة عند يحيى حقي متجدد ولا ينضب أبدا ، يعطيك منه بكرم ولا يتوقف فتشرب انت لغة عذبة جديدة على اذنك ومختلفة 

قال يحيى حقي في هامش ( قنديل أم هاشم ) : مكثت أكثر من أسبوع أبحث عن الكلام الذي ينبغي أن ينطق به إسماعيل في هذا الموقف ، وقد أحسست أنه يجب ألا يزيد عن لفظ واحد ، إذ ليس من المعقول أن ينطق بجملة طويلة وهو في تلك الحال . وأردت أن يكون هذا اللفظ معبراً عن الأنين وعن الرغبة في البوح وفي الاستعطاف وفي تأكيد الإنتماء .. وبينما انا حائر في البحث عن الكلمة المناسبة إذ تذكرت نصاً كنت قرأته عن حياة الفيلسوف الألماني ( نيتشة ) وبقى منه في ذهني أنه حين أصيب بلوثة الجنون هبط من بيته الذي كان يقع فوق قمة جمل مرتفع وهو يصرخ: ( أنا .. أنا .. أنا ). عندئذ أدركت أن هذه هي الكلمة التي كنت أبحث عنها ، لانها تجسد كل المعاني التي طلبتها ، خاصة وأن حرف النون فيه نغمة الأنين . ولعل الذي قادني إلى تذكر هذا النص أن إسماعيل في هذا الموقف كان هو الآخر قريبا من الجنون . وهكذا يتأكد اعتقادي بأن الذي يضفي على النص الأدبي قدراً من قيمته هو إشاراته الخفية إلى أعمال أدبية أخرى ممتازة . فكأن للأدب كياناً متكاملاً اشترك في تشييده كل من سبقونا ومن يعاصروننا من كبار الكتاب في كل اللغات . 

هكذا تجدك تتعلم فن الكتابة على أصوله قبل ان تستمتع بالقصة كقصة ، فهو أول كاتب اجده مشغولا في كتاباته بتعليم الجيل الجديد كيف يكتب ويبدع ، وهذا بديهي ومنطقي بالنسبة ليحيى حقي لانه ذكر في سيرته الذاتية ان الفنان الصادق هو الذي يشعر أن المعبد أو الهيكل الذي يعيش فيه يجب أن يستمر وأن يسلمه جيل إلى آخر. 

قنديل أم هاشم: بسيطة وراقية ، أعجبت بوصفه لحي السيدة زينب والمقام كما أعجبت بوصفه للقنديل عندما قال " كل نور يفيد اصطداما بين ظلام يجثم وضوء يدافع ، إلا هذا القنديل فإنه يضئ بغير صراع " ، وكلمته عن الحب: " إن المحب لا يقيس ولا يقارن وإذا دخلت المقارنة من الباب ، ولى الحب من النافذة " 

السلحفاة تطير: تعجبت من اسلوبها حيث ذكر الكاتب انه استخدم في كتابتها الشكل الدائري للقصة ، فانتهت القصة حيث بدأت !!

كنا ثلاثة أيتام : خفيفة تتعجب من الأقدار وأفعالها .. يمكن تلخيصها في المثل القائل: راح يصطاد .. صادوه


القديس لا يحار: أعجبني فيها حيرة الانسان بين التقرب لله والإنقطاع لعبادته وبين غريزته الإنسانية وإستمتاعه بالحياة

بيني وبينك: قصيدة نثرية للحبيب الضائع .. لم تعلق في ذهني لاني غير متعودة على القصائد النثرية بشكل عام

كن .. كان: ما اجملها وأروعها؟ نموذج لنسيج أدبي مصنوع بإحكام وإتقان ، الفكرة والوصف والخيال والحبكة والمتعة والفائدة ... غاية الإبداع والجمال حقاً ، ان تصنع فن جميل ومفيد في ذات الوقت .. احتفظت من القصة بهذا الوصف : فوقه سماء القاهرة تكاد الروح ترشفها من فرح صفائها. تناثرت فيها نجوم لامعة وأخرى خابية ، لا يكاد النظر يستوعبها في مواقعها ، حتى تجد الأذن أن هذه النجوم المبعثرة مختلفات الألوان ينظمها نغم حلو جميل . لكل لون منها نصيب في إيقاعه ، ولكنه نغم خاف تشعر به الأذن ولا تتبينه ، كأنما هي أيضا عين ترى ولا تسمع . 


View all my reviews

Monday, June 4, 2012

أصداء السيرة الذاتية


My rating: 5 of 5 stars
يصعب التعامل مع كتاب أصداء السيرة الذاتية للأديب العالمي نجيب محفوظ كباقي مؤلفاته ، ذلك لأنه أقرب للقطع الأدبية المركزة والمقتصدة والمكثقة تعتمد على الرمزية ، كانت تنشر له بشكل إسبوعي فى جريدة الأهرام عام 1994 تحت عنوان أصداء السيرة الذاتية ثم تم جمعها فى كتاب واحد فيما بعد

عندما تقرأ هذا الكتاب البديع تشعر أنك فى حضرة روح رجل تقدم به العمر فزينت الأيام قلبه بالحكمة وعقله بالرجاحة وقلمه بالجمال ، رجل ذاب في الدنيا وذابت الدنيا فيه ، تشعر أنك تلمس بقلبك ملمس تجاعيد الوجه المهيب وروعة المعاني وسلاسة الأسلوب ، إنها ملخص التجربة وخلاصة الحياة وعصير الأيام وعصارة الحكمة لرجل يدرك ان ما هو آت من العمر لن يكون أطول مما مضى منه ، وأن المستقبل لن يكون بقوة الماضي ، فيهديك جرعة مكثفة من أيام حياته الحافلة

إنها تجليات الأديب الكبير صاحب القلم الثري الموهوب الذي كتب وأبدع وعُرف ونال شهرة واسعة ، هذه الأصداء مثل أمواج المشاعر العذبة التي تجعلك تفكر بقلبك وتشعر بعقلك ، لتحملك هذه الأمواج فى ترنح عجيب بين الماضي والحاضر .. الخير والشر .. العدل والظلم .. الحب والكراهية .. النور والظلام .. الأُنس والفقد .. البداية و النهاية .. الحياة والموت .. الدنيا والآخرة .

لا تعتبر “أصداء السيرة الذاتية ” سيرة ذاتية لنجيب محفوظ ، فقد رفض أن يكتب سيرته الذاتية مبرراً ذلك بقوله : “هناك عشرات المقابلات معي في مختلف وسائل الإعلام و لا حاجة توجد لكتابة سيرتي الذاتي” ، ولكننا نجد حياته موجودة ومختزلة فى كل لقطات الأصداء من خلال شخصية ” عبد ربه التائه ” التي ظهرت فى الثلث الأخير من الكتاب

ذلك الرجل الذي كان ينادي ” ولد تائه يا ولاد الحلال ” ولما سُئل عن أوصاف الولد المفقود قال : ” فقدته منذ أكثر من سبعين عاماً فغابت عني جميع أوصافه. فعُرف بعد ربه التائه . وكنا نلقاه فى الطريق أو المقهى أو الكهف ، وفي كهف الصحراء يجتمع بالأصحاب حيث ترمي بهم فرحة المناجاة في غيبوبة النشوات ، فحق عليهم أن يوصفوا بالسكارى وأن يسمى كهفهم بالخمارة . ومنذ عرفته داومت على لقائه ما وسعنى الوقت وأذن لي الفراغ ، وإن فى صحبته مسرة ، وفي كلامه متعة ، وإن استعصى على العقل أحياناً. “

هكذا كان التعريف المناسب للشخصية الممثلة لذاته ، ثم يخرج لنا عبد ربه التائه بكلامه الحكيم الممتع والمفيد على مدار الكتاب ، عن طريق حوار تخيلي بين الراوي والشيخ عبد ربه التائه، فتجده يحدثك تارة عن السياسة عندما يقول: “سألت الشيخ عبد ربه التائه : متى يصلح حال البلد؟ ، فأجاب : عندما يؤمن أهلها بأن عاقبة الجبن أوخم من عاقبة السلامة “

ويحدثك عن الرحمة تارة أخرى قائلاً : “سألت الشيخ عبد ربه التائه: كيف لتلك الحوادث أن تقع فى عالم هو من صنع رحمن رحيم؟ .. فأجاب بهدوء : لولا أنه رحمن رحيم ما وقعت ! ” ، ثم يحدثك عن الشكر قائلاً: “قال الشيخ عبد ربه التائه: الحمد لله الذي أنقذنا وجوده من العبث فى الدنيا ومن الفناء فى الآخر”

ويحدثك عن الدنيا والآخرة قائلاً: “قال الشيخ عبد ربه التائه: إذا أحببت الدنيا بصدق ، أحبتك الآخرة بجدارة ” ، ويحدثك عن معنى الحياة قائلاً: “قال الشيخ عبد ربه التائه: جاءني قوم وقالوا إنهم قرروا التوقف حتى يعرفوا معنى الحياة ، فقلت لهم تحركوا دون إبطاء ، فالمعنى كامن فى الحركة” ، ثم يحدثك عن الموت قائلاً: ” عندما يلم الموت بالآخر ، يذكرنا بأننا مازلنا نمرح فى نعمة الحياة ” .

لا شك فى وجود غموض فى بعض الأصداء ، ولكنه غموض باعث على التفكر والتأمل والتدبر، كما قد تصيبك الحيرة عند قراءة هذه الأصداء ، فتارة تشعر أنك أمام نص فلسفي عقلاني مُحكم كُتب على يد أحد كبار الفلاسفة ، ثم ما تلبث أن تشعر أنك أمام نص صوفي روحاني صافي كُتب على يد أحد كبار أعلام الصوفية ، ذلك التأرجح بين العقل والروح أو المادة وما وراء المادة بإسلوب سلس بسيط يخلو تماماً من التعقيد ويقترب من النفس البشرية

ورغم أن هذه الأصداء لم تحظى بالشهرة التي حظيت بها أعماله الأخرى إلا إن النقاد وجدوا أن أصداء السيرة الذاتية تعتبر من أهم ما كتب وتمثل خلاصة فنه و تجربته و خبرته ، لذلك أدعوك صديقي خصوصاً ونحن نحتفي بئموية نجيب محفوظ أن تقراءة هذا الكتاب لتسمتع وتتعلم .. وتندهش!


Friday, June 24, 2011

سلامتك من الآه

سلامتك من الآهسلامتك من الآه by عبد الوهاب مطاوع

My rating: 3 of 5 stars


شجعني جدا على قراءة كتب السيرة الذاتية وأعجبت بإلحاحه على الناجحين لكتابة سيرتهم الذاتية ، فكرة رائعة لا يهتم بها سوى شخص محب للإنسانية وخدمتها بأي وسيلة ، كما أعجبني فصل: (كيف تأكل بطاطس وتصبح أديباً عظيماً) وسأحاول العمل بنصيحته بأن أحيا بالأمل .. كما أعجبت بفصل ( كن عبقرياً وأصنع ما شئت ) .. الذى تحدث فيه عن كتاب يوميات للفنان الأسباني العالمي ( سلفادور دالي ) يسرد غرائبه وشطحاطه وتقاليعه الغريبة والمدهشة وعلاقته العجيبة بزوجته (جالا) التي كان يعتبرها كنزه الثمين .. فصل يستحق القراءة دون شك 

أحب كتب عبد الوهاب مطاوع وكنت أتمنى لو أعرفه شخصياً لأنه إنسان رائع قبل أن يكون كاتب بديع ، إختتم الكتاب بقوله:( وما أجمل أن يجئ يوم - ولو فى أحلام اليقظة - يحل فيه السلام والمحبة بين جميع البشر - بغير إستثناء !) .. وهذه الجملة وحدها كفيلة بتوضيح كم الجمال الإنساني الذى يحمله قلب هذا الرجل رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته



View all my reviews

Saturday, October 16, 2010

تقارير السيدة راء


الكتاب: تقارير السيدة راء
المؤلف: د/رضوى عاشور
دار النشر: الشروق

هي تقارير ليست كما عرفناه وتعودنا عليه من التقراير ، أظنها تقارير عن الواقع والحياة ، عن الأفكار ، عن الروح ، عن الزمن ، عن الآلام والآمال ، عن الحزن والفرح .. لا أدري بالتحديد ، هي مجموعة تقارير مختلفة من سيدة أفصحت فقط عن الحرف الأول من إسمها – تُرى هل هي ذاتها رضوى عاشور الكاتبة؟!! –  ولكن تقاريرها لا تحتاج إلى قارئ متعجل يبحث عن المعلومة أو المعنى المباشر للكلمة ، بل تبحث عن القارئ صاحب القدرة على قراءة ما بين السطور والحروف والمعاني 

أعجبني كم التركيز واليقظة التي تحتاجها هذه التقارير لقرائتها ، فهي برغم بساطتها وقلة صفحاتها إلا إنها غاية فى العمق ، فيأخذك تقرير منهم إلى معاني فلسفية غاية فى العمق فى ( مراكيب السيدة راء ) فتدعك تتخيل أنها تقصد المركوب ( حذاء القدم ) ثم تسارع إلى تصحيح فهمك فتخبرك أنها تقصد السيارة التي تذهب بها للعمل ثم تأخذك لخيال أرحب وأكثر خصوبة فتجعلك تفكر فى المركوب الزمني ، مركوب الأيام والشهور والسنين (( عندما تستيقظ راء من نومها فتركب اليوم فينقلها من الصباح إلى المساء ، كما تركب أيها القارئ الكريم الأتوبيس من العباسية إلى باب الحديد )) فتقضي طول عمرك فى المركوب اليومي من صباح الخير إلى تصبحون على خير ! 

وفى تقرير الجنازة تستطعم معها لون وإسلوب أدبي مختلف عن طبيعة كتابات د. رضوى عاشور ، فهو ساخر إلى حد البكاء فى وصف جنازات بعص الروؤساء العرب فلا تدري هل تضحك على المشهد الجنائزي المُهين أم تبكي الواقع العربي المُشين 

فى (بستان السيدة راء) أمتعتني بصدق ، وفي (قتل نظيف) جرحتني بعمق ، وفي (تقرير السيدة راء عن رحلتها إلى اسبانيا) ذكرتني بأحب الشخصيات الأدبية إلى قلبي على الإطلاق ، توأم روحي مريمة ، وأبو جعفر الورّاق وسليمة .. أعادتني لروح ثلاثية غرناطة العبقرية ولأنقاض غرناطة فى الألفية الثالثة 

لا يجوز أن أرشح هذه التقارير للقراءة مرة وفقط ، فهي مُرشحة بقوة للقراءة أكثر من مرة وللتفكير العميق فيما وراء كل تقرير  

صفحة الكتاب على جود ريدز هنا

Tuesday, September 21, 2010

عزازيل .. العبقرية المُدهشة

الكتاب: عزازيل
المؤلف: يوسف زيدان
دار النشر: الشروق

عزازيل .. الرواية الحاصلة على الجائزة العالمية للرواية العربية كأفضل رواية عربية لعام 2009 .. رواية مُدهشة تستمد روعتها وقوتها من روعة إسلوب الكاتب السلس البسيط للغاية ، والذى أرجعنى منذ قراءة الصفحات الأولى لشعور الطفل الذى يتعلم العوم فى صغره لأول مرة ووجد من يأخذ بيده بسهولة ويسر حتى يدخله هذا البحر العظيم الهائل الغامض .. البحر المسيحي الكنسي القديم ، فالأمر لم يكن حديثاً بحيث يفهمه ويستوعبه الجميع ولكنه كان فى القرن الخامس الميلادي 

أعتقد إن لولا عبقرية النص الأدبي وبساطته لما قرأ أحد - من الشباب على وجه الخصوص - هذه الرواية على الإطلاق ، فالبطل هنا لم يكن هيبا الراهب أو الموضوع نفسه ولكن كانت حرفية الكاتب وسهولة كلماته والتي كانت بمثابة الجسر الذي إستطاع الكاتب من خلاله أن يصل بهذا الموضوع الشائك للجميع 

عندما تقرأ عزازيل فأنت ستطأ أرض لم تطأها من قبل ، وستعرف معلومات لم تكن على علم أو إهتمام بها من قبل ، ستعيش حياة أشخاص كان من الصعب بل من المستحيل تخيل نفسك مكانهم من قبل  

أنت أمام كواليس الديانة المسيحية فى العصر القديم من خلال راهب مصري مسيحي يعيش فى صراع دائم بين إنسانيته وحبه للدنيا وبين حبه للدين وكونه راهب ، أعجبت بالأفكار العميقة جداً التي كانت تطرح فى هذا الزمن والخلاف حول طبيعة المسيح والتي لم أكن على علم بوجودها فى المسيحية من الأساس ، إشكالية الشك واليقين والفلسفة والتدين والتشدد والتعصب وتقبل الآخر والتصالح مع النفس والحياة .. عالم الكواليس الدينية والذي أعتقد إنه لا يعبر عن عصر منصرم أو حتى ديانة بعينها وفقط

وعلى عكس كل الكتابات الحديثة التي تتغزل فى روعة وجمال مدينة الإسكندرية ، هذه الرواية جعلتني أرى هذه المدينة من زاوية أخرى مخيفة كلما تذكرت الميتة البشعة لهيباتيا أستاذة الزمان فى طرقاتها .. كما إستمتعت فى نهاية الرواية بالوصف الرائع لجمال مارتا الحبيبة الأخيرة 

هذه الرقائق كانت أكثر ما تذكرني بتدويناتنا اليومية فى المدونات .. تُرى هل سيعثر عليها يوماً ما من يغزلها لتصنع عملاً أدبياً عبقرياً كعزازيل؟

صفحة الرواية على جود ريدز هنا

Wednesday, September 15, 2010

عايزة أتجوز .. بين المدونة والكتاب والمسلسل

الكتاب: عايزة أتجوز
المؤلف: غادة عبد العال
دار النشر: الشروق


قرأت هذه الحكايا الساخرة واحدة تلو الأخرى من خلال مدونة عايزة اتجوز .. والتي ما إن إكتشفتها حتى إلتزمت بمتابعة كل جديد بها حتى إننى أتذكر إنها عندما كانت تكتب بوست جديد كان هذا البوست يعتبر حديث كل المدونين وقتها ، مواضيع ساخرة وحقيقية وواقعية وصادمة فى نفس الوقت 

أحببت المدونة وموضوعاتها أكثر من الكتاب ومن المسلسل ، لأن المدونة حافظت على الإطار العالم الساخر والصريح الملائم على فتاة تحكي وتفضفض من خلال مدونة ، إنتظار الموضوع الجديد وإمكانية التعليق عليه والتواصل مع الكاتبة ذات الإسم الحركي الجميل ( برايد ) كان جزء لا يتجزأ من متعة قرائتها


لا أدري أين غادة الآن ولماذا تركت الكتابة فى المدونة وقرائها .. هل كانت مدونة عايزة أتجوز مجرد فكرة كتاب أو مسلسل ولن تعود للكتابة فيها مرة أخرى؟ ماذا عن مدونة جديدة تطل لنا من خلالها غادة المدونة الإنسانة التي عرفناها وأحببناها بعيداَ عن ( برايد ) العروسة التي إبتعدت عن المدونة وفضلت الكتاب والمسلسل؟



تساؤلات كثيرة تنامت فى ذهني مع الوقت ومع إفتقادي لمدونة عايزة أتجوز .. عموماَ أنصح من لم يقرأ المدونة أن يقرأ الكتاب ولا أنصح الإثنين بمشاهدة المسلسل على أي حال


صفحة الكتاب على جود ريدز هنا 

Saturday, September 11, 2010

ضحك مجروح .. وجرح مفضوح

الكتاب: ضحك مجروح
المؤلف: بلال فضل
الناشر: دار الشروق

ضحك مجروح هو أنسب إسم لهذا الكتاب الساخر ، وهو بالتحديد ما سيتركه الكتاب من أثر فى نفسك أثناء وبعد القراءة .. سيجعلك تضحك بشدة ولكن ضحك مجروح على جرحنا المصري العميق المفضوح والذى لا يخفى على جارحينا على وجه الخصوص ، بدأ الجرح معي من صورة الغلاف لهذا البائس الذى حاول أن يهذب ذقنه فجرحها ووقف ينظر لنا نظرة بها كثير من الألم والقهر والظلم فى آن واحد .. وكأنه نموذج مختصر للشعب المصري الملطخ بالدماء النفسية والحسية جراء هذا العصر العجيب ، وكأن ماكينة الحلاقة الملطخة بالدماء فى يده هي الحكومة وسياسات وقرارات أصحاب السلطة والقرار الذين جرحوا أهلها بدلاَ من أن يعطوهم الحق فى حياة أحلى

ثم حوض غسيل الوجه به آثار متبقية من دماء نموذج الشعب وهو يذهب إلى الصرف الصحي تاركاً الحياة العلنية وغارقاً فى بحار الظلمات النفسية فيظل المواطن يعيش مبتسماً ظاهرياً وفى داخله أنهار من دماء الظلم والقهر والإهمال والفقر والجهل .. ثم صنبور المياه الذي يقطر نقاط شعرية ( وكم ذا بمصر من المضحكات .. ) ويترك تكملة البيت الشعري لدم المواطن الذى سينتهي به الحال فى الصرف الصحي النفسي المصري



بمناسبة العيد أذكر لك بعض ما جاء فى مقالة بعنوان ( بصراحة .. ما الفرق بينك وبين دكر البط؟ ) حيث قال: تخيل موقفك مثلا لو قررت أن تذهب يوم العيد إلى جنينة الحيوانات ، لا أعني التي نعيش فيها الآن ، أقصد جنينة الحيوانات بالجيزة وقد قررت بمناسبة العيد ، آه صحيح كل سنة وانت طيب ، أن تفسح زوجتك أو خطيبتك أو حبيبتك أو الحتة بتاعتك أياً كان توصيفها ، تقف فرحاناً بنفسك فارداً قلوعك على الزرافة وأنت توكلها ، أو عمال تتريق على الخرتيت ، أو تقوم بممارسة ميولك السادية على القرود ، تخيل لو فجأة أنطق الله أحد هؤلاء وسألك: مش مكسوف من نفسك جاي تتشطر علينا .. إيه الفرق بينك وبينا .. القفص يعني يا قفص ؟ .. طب ما إنت لو جيت مكاننا هتحس إن اللى زيك هم اللى فى القفص .. عاملنا فرجة وإنت لا تقدر تقول لا لأهلك ، ولا لأستاتذتك ولا لرؤساءك ، ولا لأمين الشرطة اللى ممكن يضربك على قفاك ، ولا لصاحب النفوذ اللى ممكن يدوسك بقلب جامد لإنه عارف ديتك ، ولا للحاكم بتاعك اللى لا أنت عارف هو عمل كدة ليه ولا ما عملش كدة ليه .. يا شيخ إتنيل وخد العبيطة اللى إنت فرحان بيها وروحوا إقرفوا حد غيرنا

كما يفضح جروحنا ( فى رثاء الكالسيوم ) فيقول: من ييجي خمسة عشر عامًا كنت أقول لأصدقائي الحالمين بأن يصحوا من النوم على وجه حاكم أفضل، أو وجه حاكم آخر والسلام ، « لن يسقط نظام مبارك إلا بعد أن تسقط أسناني » ، وهذي أسناني قد سقطت، فاللهم لا اعتراض على حكمتك في توزيع الكالسيوم

ضحك مجروح آخر ( إثر حادث بطيخ ) فيقول: يا سبحان الله ، معقولة ؟ أنا الذى ما فى جسدي إلا موضع لسندوتش كبدة كلاب أو أثر لسجق مشبوه النسب أو طعنة من سيخ لحم تغير طعمه ولونه ، أو رشفه من تمر هندي آسن ، أرقد على فراشي كما يرقد البعير إثر أكلة بطيخ . فلا نامت أعين الفكهانية

وإستمتعت بـ( إسكندريتي ) والذى حكى فيه عن ذكرياته فى الإسكندرية وحبه وعشقه لها وأيام الطفولة والمراهقة وأيام زمان - التي دائماً ما نشعر بحنين تجاهها حتى وإن كانت أسوأ أيام حياتنا - فقال عنها فى نهاية المقال: يا سلام على أيام زمان ، الله لا يعودها

Tuesday, September 7, 2010

السكان الأصليين وحقهم الدستوري فى الهرش

اعجبت بإسم الكتاب وفكرته .. السكان الأصليين لمصر .. فكرة إن البلد مقسومة لنصفين نصف للأغنياء واصحاب السلطة ونصف للشعب المغلوب على أمره ، فكرة نعيشها كل يوم مع قرارات الوزير الفلاني أو تصريحات المسئول العلاني .. ومهما كانت قراراتهم وتصريحاتهم بعيدة كل البعد عن رغبة ومصلحة الشعب الحقيقية إلا إنها تطبق كما لو كانت البلد بلدهم وحدهم وليس لنا فيها أي شئ 

من أبسط الأمثلة على هذه الفكرة قرار تغيير الساعة .. أغلب الشعب يرفضها رفضاً تاماً ومع ذلك تطبق رغم أنف الجميع ، ورغم إن القرار بعودة التوقيت الشتوي أثناء شهر رمضان – ذروة الصيف – ثم العودة للتوقيت الصيفي بعد رمضان كان أشبه بالنكتة البايخة او درب من دروب الجنون بالفعل إلا إنه سيطبق رغم أنوفنا جميعاً وستضرب الدولة برغباتنا عرض الحائط وكأننا مواطنين ننتمي لدولة أخرى لا علاقة لها بمصر


أتركك مع بعض كلمات الكتاب


مشكلتي الثانية هي أنني أشعر بأكلان فظيع في ضهري، لا أدري هل سببه الحشرات التي يقسم زملائي أنها أقدم في المستشفى من بهيرة كبيرة الممرضات، أم سببه رقودي على السرير على وضع واحد كل هذا الوقت، مع أن التغيير سنة الحياة، نبهني عم عبد البديع إلى التباس الجملة الأخيرة وكونها يمكن أن تسوء موقفي في القضية، لكني أقسم لسيادتك أني لا أقصد منها شيء سوى أني فعلا أريد أن أمارس حقي الدستوري في الهرش وتغيير وضع رقودي على السرير، فانا لست دولة تستحمل أن تعيش ربع قرن على وضع واحد دون أن تتغير، أنا بشر ضعيف خلقت من تراب وسففت التراب ويلزمني بين الحين والآخر أن أتقلب على الجنبين، فهل هذا كثير علي سيادتك؟!ا

رابط تحميل الكتاب هنا
صفحة الكتاب على جود ريدز هنا

Sunday, August 29, 2010

مذكرات صائم غير عادي


لا أدري كيف مر رمضان أعوام وأعوام عليّ دون قراءة او حتى معرفة هذا الكتاب ، عرفته من خلال ترشيح الأستاذ بلال فضل له من خلال برنامج عصير الكتب موضحاً إنه من الكتب البديعة التي لها علاقة بشهر رمضان ، الكتاب بسيط وسهل اللغة ولكنه عميق ومهم فى نفس الوقت .. لا أعتقد إنها ستكون المرة الأولى لقرائته .. أتمنى لو أحصل على نسخة ورقية منه حتى أعاود قرائته فى كل شهر رمضان يطيل الله فى عمري لأشهده .. فقد شعرت هذا العام برمضان كما لم أشعر به من قبل بفضل هذا الكتاب الرائع .. أرشحه للقراءة بقوة

من الأقوال المأثورة التي خرجت بها من هذا الكتاب:

- كل واحد منا قارة مجهولة تماماً ، وداخله أعماق لا تدري أبداً متى تنتهي .. كل إنسان منا بلا نهاية كالكون

- أغرب الغرباء من صار غريباً فى وطنه

- الإنسان هو المخلوق الوحيد الذى صنع من الصلصال .. والصلصال هو الطين ، والطين يلتوي تحت ضغط الظروف ، وعندما يلتوي الطين يصبح منظره مضحكاً ومحزناً فى نفس الوقت

- يبدو لي أن هناك سلّماً صعودياً للقيم فى الحياة ، وفى موضع ما من هذا السلم يوجد خط لعله وهمي ، إذا كان المرء تحته فهو ( يوجد ) وإذا كان فوقه فهو ( يحيا )

- صعد الإنسان إلى القمر .. ونزلنا نحن لقمر الدين

- أن نصوم عن ميلنا للأشياء .. أن نتجرد عنها وننخلع منها ونفطر على ذكر الله وحده

- الحكومة لا تأخذ الدين مأخذاً جدياً، بل لعلها تخاف إن بعثت روحه أن تقضي عليها هذه الروح

- الجنس البشري هو الجنس الوحيد الغريب الذى يملك القدرة على الكراهية والحب والغباء والذكاء معاً

- هناك منحنى بالنسبة للعواطف الإنسانية .. تظل العواطف تغوص فى الألم ، وتصعد إلى الفرح ، ثم يصهرها الألم والفرح ، ثم ترتد فجأة إلى الحياد

- حقيقة المحبة أن تهب كلك لمن أحببت ، فلا يبقى لك منك شئ تقيم عليه العتاب


وكم أعجبتني ما ذكر فى الكتاب من أشعار عن شهر رمضان لفؤاد حداد وحسين شفيق المصري ، فضلاً عن إكتشافي - متأخراً للأسف - هذا الكاتب الرائع المبدع الغير عادي صاحب الإسلوب السهل الممتنع .. أحمد بهجت



رابط تحميل الكتاب هنا
صفحة الكتاب على موقع جود ريدز هنا